جمعة انقاذ الثورة

توافد عشرات الآلاف من المصريين على ميدان التحرير أمس للمشاركة في ما أطلق عليه «جمعة إنقاذ الثورة».
وتجمع المواطنون في كل أرجاء الميدان الشهير حتى ازدادت الأعداد وامتدت الى ميدان عبدالمنعم رياض، حاملين لافتات تدعو للحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير.
وكانت القوى السياسية وائتلاف شباب الثورة وعدد من الأحزاب قد دعوا خلال الأيام الماضية إلى تظاهرة مليونية بميدان التحرير، احتجاجاً على قانون حظر التظاهر، وطالب المتظاهرون الذين هتفوا «الشعب يريد محاكمة مبارك» بمحاكمة كل رموز الفساد بداية من مبارك وصولاً الى كل من شاركه في نظامه الاستبدادي على أن تكون المحاكمات عسكرية، وتساءلوا: كيف يحاكم البلطجية أمام محاكم عسكرية، فيما يحاكم رؤوس الفساد أمام محاكم مدنية؟!
ولم توجه جماعة الإخوان المسلمين الدعوة لأعضائها للمشاركة في التظاهرات، الأمر الذي يشير إلى اتساع قاعدة المعارضة ذات الطابع المدني على نحو غير مسبوق ربما منذ عشرات السنين.
وطالب المتظاهرون بمحاكمة قيادات الإعلام الذي كانوا سيفاً مسلطاً ضد الثورة وضللوا المصريين طوال عقود، كما طالبوا أيضاً بإقالة المحافظين ورؤساء المجالس المحلية التابعين للنظام وحل الحزب الوطني والقضاء عليه بالكامل ومصادرة كل أمواله ومقاره لتصبح ملكية عامة وإجراء محاكمة علنية سريعة «لفتحي سرور وصفوت الشريف وزكريا عزمي».

محكمة الثورة
وفي ميدان التحرير، طالب عشرات الألوف من المتظاهرين بسرعة محاكمة مبارك ورجاله، مرددين هتافات تقول «واحد اتنين محكمة الثورة فين؟» و«الشعب يريد محاكمة السفاح»، فيما يبدو أنه إشارة إلى الرئيس المصري السابق.
ورفض خطيب الجمعة التصالح مع رموز النظام السابق، واصفاً تلك المصالحة بأنها على حساب دماء الشهداء ووجه الخطيب رسالة لنائب رئيس مجلس الوزراء د. يحيى الجمل قال فيها «إن ما تعيشه مصر الآن كانت وما زالت ثورة»، رافضاً تمثيل الحزب الوطني في الحوار الوطني، لأنه «ليس حزباً وطنياً»، وقال «لن نتصالح مع رموز النظام السابق لأننا لسنا في مباراة كرة قدم».
ودعا خطيب الجمعة المصريين لتفويت الفرصة على من يريد إثارة الفتنة، وقال إن حماية أموال المسيحيين وأرواحهم وكنائسهم مسؤوليتنا نحن، المسلمين.
وعقب انتهاء صلاة الجمعة هتف المتظاهرون «حرية حرية - عدالة اجتماعية»، و«الشعب يريد محاكمة مبارك».

يا مشير ساكت ليه؟!
وفي مدينة الإسكندرية الساحلية، هتف ألوف المتظاهرين «يا مشير ساكت ليه انت معاهم ولا إيه؟!»، و«يا مشير قول الحق انت معانا ولا لأ؟!»، في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وهتف المتظاهرون في الإسكندرية «الشعب يريد محاكمة الفساد» و«الشعب يريد تطهير البلاد».
كما رفعوا لافتات كتب عليها «ثورتنا ليست للبيع» و«حل الحزب الوطني ضرورة لا غنى عنها».
ورفع المتظاهرون لافتة كتبت عليها عبارة «الشعب يريد إعدام الرئيس (السابق)».
وفي مدينة السويس (شرقي القاهرة) شارك نحو ألف وخمسمائة من النشطاء في مسيرة، مرددين هتافات تقول «القصاص القصاص مش هنسكت تاني خلاص» و«مسرحية مسرحية العصابة هيا (هي) هيا» و«المحاكمة المحاكمة العصابة لسة حاكمة».
ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات «لا للقوانين المقيدة للحريات» و«حاكموا مبارك وكل رموز النظام السابق» و«يا عادلي يا خاين دم شهداءنا مش هاين».